شركات عربية ناشئة تُشكل ملامح المستقبل الصناعي

نعم، الثورة الصناعية الرابعة … ربما يكون مصطلح جديد على مسامع البعض، فجميعنا يسمع عن الثورة الصناعية، ولكن لا يعلم أنّ لها أجيال مُتعاقبة، وأنّنا نعيش الجيل الرابع لها، ذلك الجيل الذي سيشكل ملامح المستقبل بدرجةٍ كبيرةٍ جدًا، حيث تعتمد الثورة الصناعية الرابعة على فكرة التقاء وتطور التكنولوجيا الجديدة بسرعة وعمق، وتأثيرها التراكمي على عالمنا.

فهو مفهوم يدور حول أتمتة الصناعة، والتقليل من عدد الأيدي العاملة فيها، بحيث ينحصر دور الإنسان في الصناعة على الإشراف. فيتجسد بالمصانع الذكية، التي تدار بالآلات وترتبط بشبكة الإنترنت، وبنظام يمكنه تمثيل مراحل عملية الإنتاج كلها، وقادر على اتخاذ القرارات بمعزل عن التدخلات الخارجية، وهذا يستلزم استخدام قدرات علمية لامتلاك بنية تقنية ورقمية متطورة.

وعلى هذا الأساس يعقد حاليًا المنتدى الاقتصادي العالمي، ولأول مرة بالتعاون مع مؤسسة التمويل الدولية، ويشارك فيه أكثر من 1000 من ممثلي الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني، والمنظمات العالمية والشباب والمؤسسات الإعلامية من أكثر من 50 دولة، تحت شعار الإعداد للانتقال الجيلي؛ بهدف دعم جهود الإصلاح الاقتصادي في المنطقة، والتحديات الإنسانية والجيوسياسية، وتمكين الشباب، بجانب الفرص الناتجة عن الثورة الصناعية الرابعة.

وتم اختيار 100 شركة ناشئة واعدة من العالم العربي، تعمل على رسم المستقبل وسيكون لها بصمة واضحة في إطار الثورة الصناعية الرابعة، وذلك خلال انعقاد أعمال المنتدى بالفترة من 19 حتى 21 مايو الجارى في البحر الميت بالأردن، تحت شعار الإعداد للانتقال الجيلي.

وقد تضمنت القائمة الصادرة عن المنتدى 100 شركة من 17 دولة عربية من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تبني الأغلبية العظمى منها نماذج أعمالها ومنتجاتها وخدماتها على التكنولوجیا الحدیثة، كالذكاء الصناعي، وتقنیة البلوك تشین، وتكنولوجیا الأقمار الصناعیة، كما تعمل على تلبیة وسد فجوات المنطقة احتیاجات أساسیة في مجالات النقل، والاتصالات، وعملیات الدفع، والخدمات والمنتجات.

تشمل القائمة شركات ناشئة من البلد المضیف الأردن، فضلًا عن اقتصادات الجزائر، والبحرین، ومصر، والعراق، والكویت، ولبنان، ولیبیا، والمغرب، وعمان، وفلسطین، وقطر، والمملكة العربیة السعودیة، وسوریا، وتونس، والإمارات العربیة المتحدة، والیمن.

وتهدف القائمة إلى دعم وتعزيز دور ريادة الأعمال والشركات الناشئة في تشكيل ملامح الثورة الصناعية الرابعة، والتي كانت المحور الرئيسي لمنتدى دافوس الاقتصادي خلال العام الماضي.

وعدد من الشخصيات المرموقة، أمثال: “ميرك دوشيك” رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، “آلان ماركوس” رئيس قسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والترفية لدي المنتدى الاقتصادي العالمي، و “كريستوفر شرودر”، مستشار ومستثمر من الولايات المتحدة الأمريكية، و “أتول مهتا” مدير الاتصال والإعلام والتكنولوجيا والاستثمار في المشاريع لدى مؤسسة التمويل الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية، و “هالة فاضل” الشريك الإداري لدى شركة “Leap Ventures”، و “أحمد الألفي” رئيس “Flat6Labs” مصر.

وقد علق “ميرك دوشيك” رئيس قسم منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنتدى الاقتصادي العالمي بسويسرا قائلًا: “يمكنك رؤية تأثير المشاريع العربية الناشئة وبراعتها في كل مكان من العالم العربي”، ثم أضاف: “نحن نشهد زخمًا واضحًا ومثيرًا للإعجاب، وبوجود صناديق التمويل الأساسية والشركات العائلية التقليدية، سيظهر حتمًا نوعًا جديدًا من المشاريع ورؤوس الأموال. بالنسبة لي، هذا هو ما ينبغي على المنطقة العربية إبلاغه للعالم”.

بدوره، قال “فیلیب لو هورو” الرئیس التنفیذي لمؤسسة التمویل الدولیة بسويسرا: “من الرائع أن نسمع قصص رواد الأعمال في الشرق الأوسط وشمال أفریقیا، وهم یتحدثون عن الأمل، والفرص، ویخلقون فرص عمل للشباب”، وأضاف: “تحتاج المنطقة إلى السلام والأمن، وإلى قطاع خاص حیوي، بوجود رواد أعمال دینامیكیین یساعدون في الوصول إلى تنمیة شاملة ومستدامة”.

هذا ويهدف المنتدى إلى توفير منصة تسهم إيجابيًا في تشكيل مستقبل الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من خلال التعاون والشراكة بين القطاعين العام والخاص.

وقد ذكر البيان الصادر عن المنتدى بعمّان، أنّ اجتماعهُ لهذا العام، وهو التاسع في الأردن، والسادس عشر على مستوى المنطقة، يركز على عدة محاور رئيسية أهمها: تمكين الابتكار والريادية خلال الثورة الصناعية، بناء اقتصادات شاملة، دعم الجهود الإنسانية، وأخيرًا الحوار الدبلوماسي …